ارتاح قليلاً من أعباء الحياة


 كان أحد المحاضرين يلقي -ذات يوم- محاضرة يتحدث فيها إلى طلابه عن التحكم في ضغوط الحياة وأعبائها، فرفع كأسا بها ماء ، وسأل الطلاب : في اعتقادكم ما وزن هذه الكأس؟ تعددت الإجابات ، وتراوحت بين ٥٠ جرامًا إلى ٥٠٠ جرام.

فأجاب المحاضر : لا يهم الوزن المطلق لهذه الكأس ! فالوزن هنا يعتمد على المدة التي أظل فيها ممسكا بالكأس ، فلو رفعتها مدة دقيقة ، فلن يحدث شيء ، ولو حملتها مدة ساعة ، فسأشعر بألم في يدي ، ولكن لو حملتها مدة يوم ، فستستدعون سيارة الإسعاف ، الكأس لها الوزن نفسه تمامًا ، ولكن كلما طالت مدة حملي لها ، زاد وزنها ، فلو حملنا مشكلاتنا وأعباء حياتنا في جميع الأوقات ، فسيأتي الوقت الذي لن نستطيع فيه المواصلة ، فالأعباء سيزيد ثقلها ،

 فما يجب علينا فعله عندئذ هو أن نضع الكأس ونرتاح قليلا قبل أن نرفعها مرة أخرى.

الرمل والحجر



صديقان كانا يعبران الصحراء القاحلة ، وخلال رحلتهما حدث بينهما شجار انتهى بأن ضرب أحدهما الآخر على وجهه ، فتألم الصديق الذي ضرب ، ولكن دون أي يقول كلمة ، وكتب على الرمل : «ضربني أعز ص


ديق لي على وجهي اليوم ، بعدها تابعا طريقهما ، حتى وصلا إلى واحة غنّاء ، فقررا الاستحمام في بحيرة الماء ، فوقع الصديق الذي ضُرب من قبل في الطين ، وكاد يغرق ، ولكن صديقه أنقذه بإذن الله.

بعد ذلك ، عندما تمالك الغريق نفسه حفر على الصخر : «اليوم أنقذ صديقي حياتي». هنا قال له صديقه الذي ضربه من قبل ، وأنقذه للتو ، بعدما ضربتك كتبت على الرمل ، والآن حفرت على الصخر ، فلماذا؟ 

فأجابه صديقه : عندما يؤذينا شخص ، فعلينا كتابة ذلك على الرمل : لتأتي الريح وتجلب المسامحة ، إذ مع هبوبها تختفي الكتابة ، لكن عندما يؤدي إلينا شخص معروفا، فيجب أن نحفر ذلك على الصخر ، ليبقى ذلك دائمًا برغم هبوب الرياح ، فلنتعلم أن نكتب آلامنا على الرمال ، ونحفر التجارب الجيدة في الصخر. 

يقال : إننا نحتاج إلى دقيقة لنجد شخضًا مميزا ، وساعة لتقديره ، ويومًا لنحبه ، ولكننا نحتاج إلى أيام عمرنا كلها لننساه.

حاول أن تبعث هذه الرسالة إلى الأشخاص الذين لا تستطيع نسيانهم : لتخبرهم بأنك لا تستطيع أن تنساهم أبدًا.



قصص وحكم


روي أن عمر بن الخطّاب -رضي اللّه عنه- افتقد رجلاً من أهل الشام كان يحضر مجلسه فقال للصحابة مافعل فلان بن فلان؟ 

قالوا : يا أمير المؤمنين تتابع في الشراب - الخمر - فلم نره منذ أيام. فدعا عمر كاتبه ،

فقال : اكتب من عمر بن الخطاب إلى فلان بن فلان ، سلامٌ عليك، أما بعد : فإني أحمد إليك اللّه ، الذي لا إله إلا هو 

{ غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ }  ثم قال لأصحابه : "أدعو اللّه لأخيكم ،

أن يُقبل على اللّه بقلبه ، ويتوب اللّه عليه" فلما وصله كتابُ عمر ، جعل يقرأه و يردده في نفسه ويقول :

 {غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ}

قد حذرني عقوبته ووعدني مغفرته فلم يزل يرددها على نفسه، و هو يبكي ثم تاب و حسنت توبته فلما بلغ عمر -رضي اللّه عنه- خبره ،

 قال لأصحابه : "هكذا فاصنعوا إذا رأيتم أخا لكم زلّ زلّة ، فَسَدِّدوه وادعوا اللّه له أن يتوب ، ولا تكونوا أعوانًا للشيطان عليه".

( الموضوع فيه إنّ )

 

مِنْ ذكاء العرب ونباهتهم 

دائمًا يُقال ( الموضوع فيه إنّ )

ما قصة هذه الـ « إنّ » ؟

كان في مدينةِ حلَب أميرٌ ذكيٌّ فطِنٌ شجاعٌ اسمه (علي بن مُنقِذ )، وكان تابعًا للملك (محمود بن مرداس)

حدثَ خلافٌ بين الملكِ والأميرِ، وفطِن الأمير إلى أنّ الملكَ سيقتله، فهرَبَ مِن حلَبَ إلى بلدة دمشق .

طلب الملكُ مِنْ كاتبِه أن يكتبَ رسالةً إلى الأمير عليِّ بنِ مُنقذ، يطمئنُهُ فيها ويستدعيه للرجوعِ إلى حلَب

وكان الملوك يجعلون وظيفةَ الكاتبِ لرجلٍ ذكي، حتى يُحسِنَ صياغةَ الرسائلِ التي تُرسَلُ للملوك، بل وكان أحيانًا يصيرُ الكاتبُ ملِكًا إذا مات الملك

شعَرَ الكاتبُ بأنّ الملِكَ ينوي الغدر بالأمير، فكتب له رسالةً عاديةً جدًا، ولكنه كتبَ في نهايتها

" إنَّ شاء اللهُ تعالى "، بتشديد النون !

لما قرأ الأمير الرسالة، وقف متعجبًا عند ذلك الخطأ في نهايتها، فهو يعرف حذاقة الكاتب ومهارته، لكنّه أدرك فورًا أنّ الكاتبَ يُحذِّرُه من شئ ما حينما شدّدَ تلك النون!

ولمْ يلبث أنْ فطِنَ إلى قولِه تعالى :

( إنّ الملأَ يأتمرون بك ليقتلوك )

ثم بعث الأمير رده برسالة عاديّةٍ يشكرُ للملكَ أفضالَه ويطمئنُه على ثقتِهِ الشديدةِ به، وختمها بعبارة :

« أنّا الخادمُ المُقِرُّ بالإنعام ».

بتشديد النون !

فلما قرأها الكاتبُ فطِن إلى أنّ الأمير يبلغه أنه قد تنبّه إلى تحذيره المبطن، وأنه يرُدّ عليه بقولِه تعالى :

( إنّا لن ندخلَها أبدًا ما داموا فيها )

و اطمئن إلى أنّ الأمير ابنَ مُنقِذٍ لن يعودَ إلى حلَبَ في ظلِّ وجودِ ذلك الملكِ الغادر.

ومنذ هذه الحادثةِ، صارَ الجيلُ بعدَ الجيلِ يقولونَ للموضوعِ إذا كان فيه شكٌّ أو غموض :

« الموضوع فيه إنّ » 

ملخص كتاب ‏ "قواعد السطوة"

 

ملخص كتاب

‏ "قواعد السطوة" 

‏للكاتب "روبرت غرين"

‏♦القانون الأول:

‏لا تضع ثقة أكثر من اللازم في الأصدقاء، وتعلّم كيف تستخدم الأعداء

‏قال فولتير ذات يوم: " اللهم احفظني من أصدقائي، أما أعدائي فأنا كفيل بهم"

🔹ثق بنفسك فقط واحذر من أقرب الناس منك فهم يعرفون كل تفاصيل حياتك وقد ينقلبون عليك بدافع الحسد فيتعمدون إقحامك بالمشاكل

🔹أما فيما يتعلق بأعدائك المحتملين فهم أقل خطورة من أصدقائك لأنهم بعيدين عنك ولا يعرفون ما تفكر به

‏وفي حال اتّخذت من عدوك صديقاً لك فغالباً ما سيفعل كل ما بوسعه ليثبت ولاءه لك.

 

‏♦القانون الثاني:

‏أخفِ نواياك، استعن على تحقيق أهدافك بإخفاء مقاصدك

‏احرص على إخفاء ما تريد أن تحققه في حياتك فالكتمان سيُربك كل من حولك سواء أكانوا أصدقاء أو أعداء وسيدخلهم في حالة حيرة ولن يستطيع أي أحد التنبؤ بما تريد أن تفعله

🔹وهذا ما سيحميك من مخاطر الوقوع  بالمكائد،

🔹قم بتضليل الناس بعيداً عن مقاصدك الحقيقية حتى يتشتت تفكيرهم لكن دون أن تشعرهم بأنك مخادع.

 

‏♦القانون الثالث:

‏قل دائماً أقل مما هو ضروري (اقتصد دائماً في كلامك)

‏قال ليوناردو دافينشي ذات يوم:

‏"عند اكتمال القمر يفتح المحار صدفته وعندها يسرع حيوان السرطان ويضع حجراً ليمنعها من الانغلاق ثانية ويصبح المحار وجبة له

🔹ذلك هو مصير كل من يفتح فمه أكثر من اللازم ويضع نفسه تحت رحمة المستمع".

‏كثرة الكلام والسرد والشرح يجعلك تقع في فخ الأخطاء فتفقد هيبتك ومصداقيتك أمام الناس، فأصحاب السطوة يوجزون في كلامهم.

 

‏♦القانون الرابع:

‏يتوقّف الكثير على سمعتك - فحافظ عليها بحياتك

‏قال فريدريك نيتشه:

‏" جِراح الضمير أسهل في الشفاء من جراح السمعة"

🔹السمعة الطبية كنز حقيقي لا يقدر بثمن فمن اتّصف بها امتلك القوة والحق

🔹أما السمعة السيئة تجلب لصاحبها البلاء، حيث تحاط به الشبهات والاتهامات دائما

 

‏♦القانون الخامس:

‏اكسب لفت الأنظار بكل ثمن

‏التميّز يمنحك القوة والرفعة لذا لا تتشابه مع الناس العاديين حتى لا تضيع وسط الجموع

🔹 بل حاول أن  تلفت انتباه الآخرين باختلافك عنهم أو بغموضك في بعض الأحيان

🔹مثلاً تصرّف على نحو يصعب تفسيره أو فهمه أو قم بإطلاق الشائعات عن نفسك،

‏لكن لا تبالغ في لفت الأنظار

🔹لأن ذلك يجعلك شخصية مهزوزة وهذا ما يُبعدك عن السطوة

 

‏♦القانون السادس:

‏انتصر بأفعالك وليس بكلامك

‏السطوة تتحقّق بالانتصارات الحقيقية التي تكون بالأفعال والإنجازات الملموسة

🔹 أما الانتصارات اللحظية التي تحققها بالنقاشات والجدالات هي انتصارات مثيرة للاشمئزاز،

🔹فضلاً عن الامتعاض والكراهية التي ستحصل عليها من قبل الناس، القوة تأتي من اتفاق الناس معك من خلال أفعالك دون أن تنطق بكلمة واحدة

🔹لذا حاول أن تتعلم كيف تجعل الناس يتأثرون بأفعالك

 

‏♦القانون السابع:

‏احذر من البائسين، حتى لا تنتقل اليك عدواهم

‏تقول الحكمة الشهيرة:

‏بؤس الآخرين قد يقتلك - فالمشاعر معدية كالمرض

🔹الإنسان يتأثر بالناس المحيطين به لذا احرص على مخالطة الأشخاص الإيجابيين والسعداء دائماً والمحظوظين حتى تصبح مثلهم،

🔹وتجنّب البائسين دائمي الشكوى والتذمر فهؤلاء يستنزفون طاقاتك ويحبطون عزيمتك وإرادتك.

 

‏♦القانون الثامن:

‏لا تناشد في الناس العطف أو رد الجميل، استدرجهم بمصالحهم

🔹تقول الحكمة عندما تحتاج لمساعدة من أحد ما احذر من أن تذكره أنك ساعدته من قبل وقدمت له الكثير من الهبات لأن ذلك سيجعله يختلقالأعذار وربما التهرّب منك

🔹التصرف الصحيح هو أن تخبره بطريقة غير مباشرة أنه سيحصل على الكثير من الفائدة في حال تعاون معك

🔹سيدفعه هذا لمساعدتك بحماس دون أي تردّد.