المجتهد والمذنب

 


عن أَبُى هُرَيْرَةَ  رضى الله عنه قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ " كَانَ رَجُلَانِ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مُتَوَاخِيَيْنِ فَكَانَ أَحَدُهُمَا يُذْنِبُ وَالْآخَرُ مُجْتَهِدٌ فِي الْعِبَادَةِ فَكَانَ لَا يَزَالُ الْمُجْتَهِدُ يَرَى الْآخَرَ عَلَى الذَّنْبِ فَيَقُولُ أَقْصِرْ فَوَجَدَهُ يَوْمًا عَلَى ذَنْبٍ فَقَالَ لَهُ أَقْصِرْ فَقَالَ خَلِّنِي وَرَبِّي أَبُعِثْتَ عَلَيَّ رَقِيبًا فَقَالَ وَاللَّهِ لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ أَوْ لَا يُدْخِلُكَ اللَّهُ الْجَنَّةَ فَقَبَضَ أَرْوَاحَهُمَا فَاجْتَمَعَا عِنْدَ رَبِّ الْعَالَمِينَ فَقَالَ لِهَذَا الْمُجْتَهِدِ أَكُنْتَ بِي عَالِمًا أَوْ كُنْتَ عَلَى مَا فِي يَدِي قَادِرًا وَقَالَ لِلْمُذْنِبِ اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِي وَقَالَ لِلْآخَرِ اذْهَبُوا بِهِ إِلَى النَّارِ" 

 قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ  وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَوْبَقَتْ دُنْيَاهُ وَآخِرَتَهُ

( رواه أبو داود )

*****

قصة رجلين من بنى إسرائيل  الأول مجتهد فى العبادة ساعياً إلى الخير

والأخر أسرف على نفسه فى ارتكاب الذنوب ساعياً إلى الشر

فكان المجتهد ينصح المقصر ويقول له أقصر وكف عن الذنوب ,

وفى يوم وجده يفعل ذنب فنصحه مرة أخرى وقال له أقصر , ولكن المذنب رد عليه بشئ من الحدة والضيق من كثرة نصح المجتهد له

 فقال له أتركنى وشأنى فالله هو الذى سيحاسبنى هل بعثت على رقيباً ؟

فرد المجتهد أن الله لن يغفر لك أبداً , أو قال له لن تدخل الجنة أبداً

فماتا الإثنين وأجتمعا عند الله عز وجل

فسأل الله المجتهد أعلمت أنى لا أغفر الذنوب؟

هل أعطيت لك القدرة لتتحكم فى النار والجنة وتعرف من سيدخلها ؟

وقال الله للمذنب أذهب أدخل الجنة برحمتى

وقال للملائكة أن تذهب بالمجتهد إلى النار

                                              *****

-علق أبو هريرة رضى الله عنه وأرضاه عن الحديث وقال عن الرجل المجتهد أنه تكلم بكلمة ضيعت عمله وعبادته فى الدنيا وضيعت دار الأخرة منه بدخوله النار

يوضح الحديث خطورة الكلمة من الممكن أن تتكلم بشئ تحسبه هين وهو عند الله عظيم , عن أبى هريرة رضى الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : "  إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ " ( رواه البخارى)

وفى مواقف يكون فيها السكوت فيه مصلحة أفضل من الكلام

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ، فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ، فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ، فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ"     ( رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ  )

- هناك أوقات للنصح والارشاد وليس أى وقت مناسب لأن يتلقى المقصر نصائح , وأسلوب النصح يجب أن يكون به لين

- لا يتدخل أى شخص أبداً فى العلاقة بين العبد وربه ويقول لأحد مهما بلغت ذنوبه لن يغفر الله لك

                              *****